احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

رُدَّهَا عَلَيَّ ان اسْتَطَعْت ~ !

قَبْلَ عَامَيْن ~ أَتَيْتَني تَحْمِل فِي يَدِك هَديَّة ~ وَتَحَّدثْتَ إليَّ وَأنْتَ تَبتَسِم ~ وَفي يَدِكَ صَك بِرَصِيد مَفْتُوح ~ تَطْلُب قَصْرنَا ذُو الغُرفَتين ~ أَخْبَرْتَنِي بِأَنَّكَ تَملِكُ كُلَّ شَيء هُنا ~ وَأنَّني الخَاسِرُ دَوْمَاً ~ وَالآن تَعْرِضُ عَليَّ فُرصَةَ العُمرِ ~ كَمَا سَمَّيْتَهَا ~ أَخْبَرتُكَ أنَّنِي أَمْلِكُ قَصْرَاً فِي القُدسِ لَا تَكْفِيهِ أمْوال الدُّنيا مُجْتَمِعَة ~ 

وَ بَعْدَ يَوْمَيْن أتَيتَنِي وأنْتَ تَمْلِكُ هَدْمَ مَنْزِلي ~ تُجْبِرُنِي وَتُهَدِّدنِي بِدَفْعِ تَكَالِيفَ هَدمِ مَنْزِلي ~ فَأُسَارِعُ لِهَدْمهِ بِيَدي ~ أَتَعْلَم ؟ حَرَمْتُ أَطفَالِي لِأَجْمَعَ ثَمَنَ حَجَرٍ يَأْوينِينَا مِن بَرْد أنْفَاسِكَ ~ وَطَوَيتُ سِنِينَ عِجَافِ مِن عُمرِي ~ لِأبْنيَ قَصْراً مِن طِينٍ فِيهِ غُرْفَتَينِ ~ أَنَرتُهُ بِسِرَاجٍ مِن العَهْدِ الأُمَويّ ~ وَالمِدْفَأةُ جَعَلْتُهَا بِطّانيَة فِيهَا سِتَّ عَشرَةَ رُقْعَة ~ أَمَّا أَطْفَالِي فَرَسَمُوا عَلى قُصَاصَاتِ الوَرَق شَمْسٌ تُشرقُ وَعُشْبٌ أَخْضَر ~ وَبَيْتُ تَحْتَضِنهُ الزُّهور ~ وَعلَّقُوهَا فِي زَوَايَا غُرفَتِهِم ~ 

الآَنَ أَرَى تِلْكَ القُصَاصَاتِ تَحتَ الرُّكَام ~ وَأَطْفَالِي يَتَوَسلُون أَنْ لَا أهْدمَ قَصْرَ الأَحلام ~ كَمَا يُسَمُونَه ~ 
فَهَل تَحتَمِل هَذا ؟~ 


والآن ~ يَكْفِيني فِي القُدسِ قَبرٌ فَارِغ ~ أخبِّئُ فِيه أطْفَالِي ~ 
اسْتَغْرَقَ  الأَمرُ سَاعَة لِأَحْفِرَ قَبْرَاً فِي أَرْضِ بَيْتِنَا المَهْدُوم ~ نَأوِي إلَيْهِ فِي الشِّتَاء ~ 
وَبِجِوَارِهِ نَصَبتُ خَيْمَةً نَأوِي إِلَيْهَا فِي الصَّيْفِ ~ 

وَجِئتَنَا بَعْدَ عَامٍ وَمَعَكَ قَرارٌ بِمُصَادَرَةِ أَرْضِنَا لِصَالِحِ الدَّولَةِ لِإنْشَاءِ حَدائِقَ تَوْرَاتيَّة ~ لِلمُسْتَوْطَنَةِ المُجَاوِرَة ~!
وَمَرَّ المًسْتَوْطِنُونَ عَلينَا يَسُبُّونَ مُحَمَّداُ النَّبِيّ ~ وَقُواتُكَ بَدَاَت تَحْمِلُ أطْفَالِي وَتُهَدِّدُني بِحرْمَانِي مِنْهُم ~ وصُراخُهم ~ بَابا بَابا ~ يَملأُ المَكان ~ وعُيُون عَدسَاتِ الصَّحافَة تَبُثُّ المَشْهَدَ لِكُلِّ العالَم ~ 
 وَلكِن حَتَّى لَا تَظلِمَنِي ~ عَرَضْتَ عَليَّ وَرَقَة فِيهَا تَعْويض ~ مِنَ حُكُومَتِكَ الديموقرَاطِيَّة ~ 


أَخَذْتُ الوَرَقَة ~ وَضَعْتُهَا فِي جَيبِي ~ وحَمَلْتُ أطْفَالِي ~ وَسِرنَا حَتَّى وصَلْنَا إلى جَبَلٍ يُشْرِفُ عَلى القُدسِ ~ جَلَسْتُ علَى صَخْرَة هُنَاك ~ وَأطْفَالِي بِجِوارِي يَمْسَحُونَ بَقَايَا دُمُوعِهِم ~  

بَصَمتٍ ~ أَخْرَجتُ الوَرَقَةَ مِن جَيبِي ~ مَزَّقْتُ الوَرَقَة ~ إلَى اثْنَتانِ وعَشرينَ قِطْعَة ~  ونَثَرتُهَا ~ عِنْدمَا هَبَّت رِيحٌ غَربيَّة ~ لِتَحْمِلَهَا إلى اثْنَتانِ وعَشرينَ دَوْلَة عَربيَّة ~!

لَقَد وَصَلَ فُتَاتُ الوَرَقَة ~ وَلَم يَصِلَنِي مِنْهُم شَيئاً ~ وَلَكِنِّي بَقِيتُ أنتَظر ~!

وَذَاتَ يَوْم ~ مَرَّ عَليْنَا مِنْ هَدمَ بَيتَنا وَصَادَرَ أرْضَنا وابتَسَم لِي مُسْتِهْزِءاً وَقال:

أَتَرى ~ لَقَد انْتَصرت عَليْك ~!

فَقُلتُ لَه:

 يَبدو أنَّنِي لَن أُعِيدَ بِنَاءَ بَيْتِي وَلَنْ أسْتَرِدَّ أَرْضِي فَهَذا يَوْمُك ~ إِنَّمَا أنَا عَنيدٌ فِي طَلَبِ حَقِّي ~ فَفِي يَوْمِي ~ لَنْ تَكفِيني رُوحك ! ~


اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق