أوّلاً دَعونَا نَتَعرَّف عَلى بَاب المَغارِبة:

أَحد أبواب المَسْجد الأَقصى في الزَّاويَة الجَنوبية الغربية. يَقَع قَريبا مِن مَدخَل المَتحَف الإسْلَامي، وللبَاب عقد مُدبَّب وهو بَسيطُ التَّشكيل ويَخلُوا مِن العَناصر المِعماريَّة. سُمِّي بِبابِ المَغارِبة نِسبة لِحارَة المَغارِبة التِي تُجاوِره والتي هَدمتها إسْرائيل بَعد النَّكسة 1967. البَاب فِي شَكلِه الآن يَعود للفَترة المَملُوكيَّة سنة 713هـ \ 1314م. في 28 نيْسَان 1967م إنتَزَع مُوشيه دَيان وَزير الدَّفاع الإسْرائيلي فِي ذلك الوَقت مُفتاح البَاب بِقُوَّةِ السِّلَاح مِن الأَوْقَاف الإسْلامِيَّة مُسْتِعينَاً بِقُوَّة عَسكَريَّة. وذَلك بَعد أن رَفَضت الأوْقاف تَسليمَه المُفتاح بَعْدَ طَلبه إياه. 

صورة لباب المغاربة

ثَانيا دَعُونا نَتعرَّف عَلى قِصة أُذن جَمل جُحا:

قِيل أن جُحا كَان يَملك جَملاً عَزيزاً عَليه، ضَاقت أَحوالُه فقرَّر أن يَبيعَ الجَمل وفي قَلبه حِسرة عَليه، فَباعه لِجارِه واشترط عَليهِ أن يبيعَه كُلَّ الجَمل ما عَدا أذنه !، وَطلب مِن جَاره أن يسمحَ له بِزيارة الجَمل يَوميَّا ليَطمئن على أذنه. 

فَصار جُحا يَذهب كل يَوْم إلى جَارِه ليطْمَئنَ على أذن الجمل، وكَان يَأمر جَاره بأن يُطعمه ما لَذَّ وطاب مِن الفَواكه، وأن لا يَحملَ عَليه أثقالات، وأن يَرويَه دَائما بِالماء، ويَقوم على نَظافتِه بشكل دَوريّ حتى لا يتسبب أيّ شي فِي حُدوث ضررٍ يُصيب أُذن الجَمل!

مَلَّ هَذا الجار مِن زيارات جُحا المُتكررة اليَوميَّة وأوامِرِه التي لا تَنتهي! فَقرَّر أن يَقطَع أُذًن الجَمل. فَلمَّا قَطعَها جَاء جُحا كَالعادَة لِيَطمأن عَليْها فَوَجدَها قَد قُطِعت. فَذهب إلى جَارِه يَصرخُ عَليه. فقَال له جَارُه: هَكذا أُريحُكَ وتُريحني ويَبقى الجَملُ كُلُّهُ لِي. فرَد عَليه جُحا قائِلاً: وهَل تَظن أن أُذن الجمل تَقتَصِر فَقَط علَى الجُزء الخَارِجي الذِي قَطعته؟ إنما تَشمل العروق والدّماء وأجزائها فِي الدِّماغ والأعصاب التِي تُؤدي إليها فِي كل جِسم الجَمل! فَضَجِر الجَارُ مِن جُحا وأعادَ إلَيْه جَمَلَه!

والآن شَكَّلَ بَابُ المَغارِبة أَذن الجَمل التِي اقتطعتها اِسْرائيل من المَسْجد الأقصى والذي مِن خَلالِه اسْتَوْلت عَلى المَسْجد الأَقصَى تَدريجيَّا بِبًعدِ نَظرِها للإمور! ففي عَام 2007 أصدرت مَحكمة إسرائيلية بحق بَلدية القدس في ضَمَّ ساحاتِ الأقصى والتِي هي جُزء لا يتجزَّأ من المَسْجد الأقصَى إلى أملاكِها وَسمَحت للسيُّاح والمستوطنين ورجال الشرطة والجيش والمخابرات بإقتحام المسجد يوميَّا من بَابِ المغَارِبة ومنع المرابطين من دخُوله إضافَة إلى إدخَالِها قُوَّات الشُّرطة والقُوَّات الخَاصة المُدجَّجة بالأسلحة والقَنابل لِصدِّ نَفير المُرابِطين دَاخِل الأَقصَى وقَتلهم كَما فَعلت إسرائيل فِي جمعَة 29\9\2000 حَيثُ اندَلعَت الإنتِفاضَة الثَّانيِة ولا نَنسَى أن بَاب المَغارِبة مُوصَدٌ أمام المُرابِطين ممنُوعٌ دُخولُهم وخُروجهم منِه إنما هُو فقط لليَهود والسُّيَّاح! 

هَل رأيتم كَيُف أن أُّذن الجَمل (بَابُ المغَارِبة) فَتحت ويْلاتٍ عَديدة على جَارِ جُحا الذي ظَنَّ أنَّه يملُك هَذا الجَمل حَقاً ~ ولَم يَرى بِبُعدِ بَصيرَته هَدَف جُحا مِن استملَاكِه لِأذن الجمل! فَقد امتَلَكَ جُحَا الجَمل كُلَّه حَتَّى لَما بَاعَه لِجارِه !

تِلكَ هِي سِياسَة إسرائيل مِن خِلال بَاب المَغاربة فِي السَّيطَرَة عَلى المَسْجِدِ الأَقْصَى ~ تَدريجِيَّاً !

واللَّبيبُ مِن الإشارَةِ يَفهَمُ ~ !