أَنَا مِن عَبَقِ التَّاريخ المُقَدّس ~ خَادِمَةُ بَقايَا أرضٍ مِنَ الجَنَّة ~ ظَلْتْ تَنْهَشُها وُحوْشٌ جَاءَت مِنَ قبلِ مَوْلِدِ الَمسيحِ ~ مِن أجْلِ وَطَني ~ انْطَلَقْتُ كَالفَراشَةِ تُرْسِلُني نِسَماتٌ مَقْدِسِيَّة فِي الأٌفُقِ المُقَدٍّس ~ فَوقَ أزْهَارِ القُدسِ أجٍمَعُ بَقَايَا رَحِيقِها ~ لِأَنْثُرَهُ فَوقَ تِلْكَ القُبَّةِ المُشَرَّفة ~ لِتُزْهِرَ القُدسُ يَوْمَ النَّصْرِ ~ وَتَفْرَحَ قِبَابُهَا الرُّومانِيَة مِنْ جَديد ~ أَنَا اليَوْمَ لَسْتُ ادَّعِي الوَطَن ~ كَمَا قَال مِيخائِيل نَعيمَة ~ أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ إذا نِمْنَا ، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر نُوَارِي فيه أَحَيَانَا لَنْ تَخُمَّ القُدسُ بِي ~ مَهْمَا صَمَتَت أُمَّتِي ~ لَنْ أحْفِرَ خَنْدقي ~ لَانَّني مَقْدِسِيَّةُ المَولِدِ ~ أَمّا أَنْتُم فاحْفِروا خَنادِقَكُم وَتوارَوا فِيهَا ~ مَا مَعْنَى الحَيَاة إنْ لَمْ تَكُن مَقْدِسِيَّاً ~ تَحُفُّكَ بَرَكَاتُ البَيْتِ المُقدَّس ~ حَتَّى تَختَلِطَ فِي ذَرَّاتِ القُدسِ ~ تَبْذل حَيَاتَكَ قُربَاناً ~ لِتَسْتَعِيدَ شَرَفَاً وَحُرُمَاتٍ انتُهِكَت فِيهَا ~ القُدْسُ لَمْ تَعْرِفها ~ هِي المَدينَة التِي إن حَزِنَت ~ حَزِنَت لأَجلِهَا كُلّ الدُّنيَا ~ وإن فَرِحَت فَرِحَت لِأَجْلِهَا كُلُّ الدُّنيَا ~ هِيَ قِبلَةُ العَاشِقين ~ ومَلاذٌ الِآمِنينَ ~ وَهِي المَدِينَةُ الوَحِيدَة التِي لَا يُمكِنُكَ أن تَمُوتَ لإجْلِهَا ~ لِأَن بَقاءك فِيها هُو اسْتِشهَادُك !~ فَخَلِّي المَوْتَ لِأَجْلِهَا ~ لِأَنَّهَا طَلَبَتنَا أَحْيَاءاً ~ آه يَا قُدسُ !~ عَاشِقَةُ المَسْجد الأَقْصَى